کد مطلب:168068 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:218

و مصاب الحسین فی حیاة انبیاء الله واممهم
1) ونقل العلامة المجلسی (ره) عن كتاب الدرّ الثمین فی تفسیرقوله تعالی: (فتلقّی آدم من ربّه كلمات..) [1] أنّه رأی ساق العرش وأسماء النبیّ والائمّة (ع) فلقّنه جبرئیل: قل: یا حمید بحقّ محمّد، یا عالی بحقّ علیّ، یا فاطر بحقّ فاطمة، یا محسن بحقّ الحسن والحسین ومنك الاحسان. فلمّا ذكرالحسین سالت دموعه وانخشع قلبه، وقال: یا أخی جبرئیل، فی ذكر الخامس ‍ ینكسر قلبی وتسیل عبرتی؟

قال جبرئیل: ولدك هذا یُصاب بمصیبة تصغر عندها المصائب!

فقال: یا أخی، وما هی؟

قال: یُقتل عطشاناً غریباً وحیداً فریداً، لیس له ناصرٌ ولامعین!ولو تراه یا آدم وهو یقول: واعطشاه! واقلّة ناصراه! حتی یحول العطش بینه وبین السماء كالدخان! فلم یُجبه أحدٌ إلاّ بالسیوف وشرب الحتوف! فیُذبح ذبح الشاة من قفاه! وینهب رحله أعداؤه! وتُشهر رؤوسهم هو وأنصاره فی البلدان ومعهم النسوان! كذلك سبق فی علم الواحد


المنّان. فبكی آدم وجبرئیل بكاء الثكلی.). [2] .

2) روی الشیخ الصدوق (ره) بسند، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا (ع) یقول: لمّا أمر اللّه تبارك وتعالی إبراهیم (ع) أن یذبح مكان إبنه إسماعیل الكبش الذی أنزله علیه تمنّی إبراهیم أن یكون قد ذبح إبنه إسماعیل (ع) بیده، وأنّه لم یؤمر بذبح الكبش مكانه، لیرجع إلی قلبه ما یرجع إلی قلب الوالد الذی یذبح أعزّ ولده بیده، فیستحقّ بذلك أرفع درجات أهل الثواب علی المصائب!

فأوحی اللّه عزّوجلّ إلیه: یا إبراهیم، من أحبّ خلقی إلیك؟

فقال: یا ربّ ما خلقت خلقاً هو أحبّ إلیَّ من حبیبك محمّد(ع).

فأوحی اللّه عزّ وجلّ إلیه: یا إبراهیم، أفهو أحبّ إلیك أونفسك؟

قال: بل هو أحبُّ إلیَّ من نفسی.

قال: فولده أحبّ إلیك أو ولدك؟

قال: بل ولده.

قال: فذبح ولده ظلماً علی أیدی أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بیدك فی طاعتی؟

قال: یا ربّ بل ذبحه علی أیدی أعدائه أوجع لقلبی.

قال: یا إبراهیم، فإنّ طائفة تزعم أنها من أمّة محمّد(ع) ستقتل الحسین (ع) إبنه من بعده ظلماً وعدواناً كما یُذبح الكبش،فیستوجبون بذلك سخطی.

فجزع إبراهیم (ع) لذلك وتوجّع قلبه،و أقبل یبكی!

فأوحی اللّه عزّ وجلّ إلیه: یا إبراهیم، قد فدیت جزعك علی إبنك إسماعیل لو ذبحته بیدك بجزعك علی الحسین (ع) وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب علی المصائب!


فذلك قول اللّه عزّوجلّ: (وفدیناه بذبح عظیم)،ولاحول ولاقوّة إلاّ باللّه العلیّ العظیم.). [3] .

3) ونقل الشیخ قطب الدین الراوندی عن تأریخ محمّد النجّار شیخ المحدّثین بالمدرسة المستنصریة بإسناد مرفوع إلی أنس بن مالك، عن النبیّ (ع) أنه قال: (لمّا أراد اللّه أن یهلك قوم نوح أوحی إلیه أن شُقَّ ألواح الساج، فلمّا شقّها لم یدر ما یصنعبها، فهبط جبرئیل فأراه هیئة السفینة ومعه تابوت بها مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار، فسمّر بالمسامیر كلّها السفینة إلی أن بقیت خمسة مسامیر، فضرب بیده إلی مسمار فأشرق بیدهو أضاء كما یُضیء الكوكب فی أُفق السماء فتحیّر نوح، فأنطق اللّه المسمار بلسان طلق ذلق: أنا علی إسم خیر الانبیاء محمّد بن عبداللّه (ع).

فهبط جبرئیل، فقال له: یا جبرئیل، ما هذا المسمار الذی ما رأیت مثله؟

فقال: هذا بإسم سیّد الانبیاء محمّد بن عبداللّه، أَسْمِرْهُ علی جانب السفینة الایمن.

ثمّ ضرب بیده علی مسمار ثانٍ فأشرق وأنار!

فقال نوح: وما هذا المسمار؟

فقال: هذا مسمار أخیه وابن عمّه سیّد الاوصیاء علیّ بن أبی طالب فأسْمِرْهُ علی جانب السفینة الایسر فی أوّلها.

ثمّ ضرب بیده إلی مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار!


فقال جبرئیل: هذا مسمار فاطمة فأسمره إلی جانب مسمار أبیها.

ثمّ ضرب بیده إلی مسمار رابع فزهر وأنار!

فقال جبرئیل: هذا مسمار الحسن فأسمره إلی جانب مسمار أبیه. ثم ضرب إلی مسمار خامس فزهر وأنار وأظهر النداوة!

فقال جبرئیل: هذا مسمار الحسین فأسمره إلی جانب مسمار أبیه.

فقال نوح: یا جبرئیل، ما هذه النداوة؟

فقال: هذا الدّم!

فذكر قصّة الحسین (ع) وما تعمل الامّة به، فلعن اللّه قاتله وظالمه وخاذله.). [4] .

4) وروی الشیخ الصدوق (ره) بإسنادٍ إلی الامام الرضا (ع) قال: قال رسول اللّه (ع): (إنَّ موسی بن عمران سأل ربّه عزّوجلّ فقال: یا ربّ، إنّ أخی هارون مات فاغفر له.فأوحی اللّه تعالی إلیه: یا موسی، لو سألتنی فی الاوّلین والاخرین لاجبتك ما خلا قاتل الحسین بن علیّ بن أبی طالب (ع)، فإنّی أنتقم له من قاتله.). [5] .

5) وروی الشیخ الصدوق (ره) فی علل الشرائع بسندٍ إلی الامام الصادق (ع) أنه قال: (إنّ إسماعیل الذی قال اللّه عزّوجلّ فی كتابه: واذكر فی الكتاب إسماعیل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبیاً، لم یكن إسماعیل بن إبراهیم، بل كان نبیّاً من الانبیاء بعثه اللّه عزّ وجلّ إلی قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك فقال:


إنّ اللّه جلّ جلاله بعثنی إلیك فمرنی بما شئت. فقال: لی أُسوة بما یُصنع بالحسین (ع).). [6] .

ورواه الشیخ الصدوق (ره) أیضاً بتفاوت وبسند آخر إلی الامام الصادق (ع). [7] .

وروی ابن قولویه (ره) بسندٍ عن بُریر بن معاویة العجلیِّ:(قال: قلت لابی عبداللّه (ع): یا ابن رسول اللّه، أخبرنی عن إسماعیل الذی ذكره اللّه فی كتابه حیث یقول: (واذكر فی الكتاب إسماعیل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبیّاً) أكان إسماعیل بن إبراهیم (ع)؟ فإنَّ الناس یزعمون أنّه إسماعیل بن إبراهیم!

فقال (ع): إنّ إسماعیل مات قبل إبراهیم، وإنَّ إبراهیم كان حجّة للّه قائماً، صاحب شریعة، فإلی من أرسل إسماعیل إذن؟

قلت: فمن كان جُعلتُ فداك؟

قال (ع): ذاك إسماعیل بن حزقیل النبیّ، بعثه اللّه إلی قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه، فغضب اللّه له علیهم، فوجّه إلیه سطاطائیل ملك العذاب، فقال له: یا إسماعیل أنا سطاطائیل ملك العذاب، وجّهنی إلیك ربّ العزّة لاُعذّب قومك بأنواع العذاب إن شئتَ. فقال له إسماعیل: لا حاجة لی فی ذلك! فأوحی اللّه إلیه: فما حاجتك یا إسماعیل؟ فقال: یا ربّ إنّك أخذتَ المیثاق لنفسك بالربوبیّة،ولمحمّد بالنبوّة، ولاوصیائه بالولایة، و أخبرتَ خیر خلقك بما تفعل أمّته بالحسین بن علیّ(ع) من بعد نبیّها، وإنّك وعدت الحسین (ع) أنْ تُكِرَّه إلی الدنیا حتّی ینتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به، فحاجتی إلیك یا ربّ أن تكرّنی إلی الدنیا


حتی أنتقم ممّن فعل ذلك بی، كما تُكرُّ الحسین (ع)، فوعد اللّه إسماعیل بن حزقیل ذلك فهو یكرّ مع الحسین (ع).). [8] .

6) وروی الشیخ الصدوق فی أمالیه بسندٍ إلی سالم بن أبی جعدة قال: سمعت كعب الاحبار یقول: إنّ فی كتابنا أنّ رجلاً من ولد محمّد رسول اللّه یُقتل ولا یجفّ عرَق دوابّ أصحابه حتّی یدخلوا الجنّة فیعانقوا الحور العین.

فمرَّ بنا الحسن (ع)، فقلنا: هو هذا؟

قال: لا

فمرَّ بنا الحسین (ع) فقلنا: هو هذا؟

قال: نعم.). [9] .

7) وروی الشیخ الصدوق (ره) أیضاً بسندٍ إلی یحیی بن یمان، عن إمامٍ لبنی سلیم، عن أشیاخ لهم: قالوا: غزونا بلاد الروم فدخلنا كنیسة من كنائسهم فوجدنا فیها مكتوباً:



أیرجو معشر قتلوا حسیناً

شفاعة جدّه یوم الحساب



قالوا: فسألنا: منذ كم هذا فی كنیستكم؟

فقالوا: قبل أن یُبعث نبیّكم بثلاثمائة عام!). [10] .

وقال الشیخ ابن نما (ره): (وحدّث عبدالرحمن بن مسلم، عن أبیه أنّه قال: غزونا بلاد الروم فأتینا كنیسة من كنائسهم قریبة من قسطنطینیة وعلیها شیء


مكتوب، فسألنا أُناساً من أهل الشام یقرأون بالرومیة، فإذا هو مكتوب هذا البیت ]الشعر[.

وذكر أبوعمرو الزاهد فی كتاب الیاقوت قال: قال عبداللّه بن الصفّار صاحب أبی حمزة الصوفی: غزونا غزاة وسبینا سبیاً، وكان فیهم شیخ من عقلاء النصاری، فأكرمناه وأحسنّا إلیه، فقال لنا: أخبرنی أبی، عن آبائه أنهم حضروا فی بلاد الروم حضراً قبل أن یُبعث النبیّ العربی بثلاثمائة سنة، فأصابوا حجراً علیه مكتوب بالمسند هذا البیت من الشعر:



أترجو عصبة قتلت حسیناً

شفاعة جدّه یوم الحساب



والمسند كلام أولاد شیث.). [11] .


[1] البقرة: 37.

[2] البحار: 44، 245، باب 30، حديث رقم 44.

[3] عيون أخبار الرضا(ع): 1:209، باب 17 حديث رقم 1 / وعنها لبحار: 44:225، باب 30، حديث رقم 6 (وعن أمالي الصدوق أيضاً)، وقال العلامة المجلسي (ره) في ذيل هذا الخبر: (وأقول: ليس في الخبر أنّه فدي إسماعيل بالحسين، بل فيه أنه فدي جزع إبراهيم علي أسماعيل بجزعه علي الحسين (ع)، وظاهرٌ أنّ الفداء علي هذا ليس علي معناه، بل المراد التعويض، ولمّا كان اسفه علي ما فات منه من ثواب الجزع علي ابنه، عوّضه اللّه بما هو أجلّ وأشرف وأكثرثواباً، وهو الجزع علي الحسين (ع).).

[4] البحار: 44: 230، باب 30، حديث رقم 12 عن الخرائج والجرايح، ولم نجده في الخرايج والجرايح المطبوع.

[5] عيون أخبار الرضا(ع): 2:47، باب 31، حديث رقم 179 / والظاهر أنّ المراد بقاتل الحسين (ع) أعمّ وأوسع ممّن باشر قتله بذبحه، إذ يدخل في هذا العنوان الممهدون لقتله والامرون بذلك والذين اشتركوا في مواجهته وحصره وقتاله، ومن أعان علي ذلك،والراضون بذلك إلي قيام يوم الدين، هذا ما تؤكّده نصوص كثيرة متظافرة مأثورة عن أهل البيت (ع).

[6] علل الشرائع: 77، باب 67، حديث رقم 2، ورواه ابن قولويه (ره) مسنداً في كامل الزيارات: 62-63، باب 19، حديث رقم 1.

[7] علل الشرائع: 78، باب 67 حديث رقم 3 ورواه ابن قولويه (ره) مسنداً في كامل الزيارات: 63، باب 19 حديث رقم 2.

[8] كامل الزيارات: 63-64، باب 19، حديث رقم 3.

[9] أمالي الصدوق: 121 المجلس 29، حديث رقم 4.

[10] أمالي الصدوق: 113، المجلس 27، حديث رقم 6.

[11] مثير الاحزان: 96-97 / وقال الشيخ ابن نما (ره) أيضاً: فروي النطنزي، عن جماعة، عن سليمان بن مهران الاعمش قال: بينما أنا في الطواف أيّام الموسم إذا رجل يقول: أَلّلهم اغفرلي و أنا أعلم أنّك لاتغفر! فسألته عن السبب فقال: كنت أحد الاربعين الذين حملوا رأ س ‍ الحسين إلي يزيد علي طريق الشام، فنزلنا أوّل مرحلة رحلنا من كربلاعلي دير للنصاري، والرأس مركوز علي رمح! فوضعنا الطعام ونحن نأكل إذا بكفّ علي حائط الدير يكتب عليه بقلم حديد سطراً بدم:



أترجو أمّة قتلت حسيناً

شفاعة جدّه يوم الحساب



فجزعنا جزعاً شديداً و أهوي بعضنا إلي الكفّ ليأخذه فغاب! فعاد أصحابي.